يوم المرأة العراقية.. أمل المستقبل
تمر علينا الذكرى السنوية ليوم المرأة لنستذكر المواقف الكبيرة لهذه الشخصية العظيمة التي رسمت الحياة عبر التاريخ وكانت الأساس الأول للحضارة العراقية، فخلدها اجدادنا الأولون في ملاحمهم ورواياتهم وزينوا بها جدران ممالكهم، وكان لها المكانة العليا في مآثرهم عبر التاريخ فكانت أثارهم دليل وعيً لأهمية هذا الصرح المعطاء، فكان تمثال (شبعاد) و(المرأة السومرية) إشارات وصلتنا ومضاتها عبر الزمن السحيق لتلون مستقبلنا بجمال الماضي، الذي لعبت المرأة العراقية عبره ادوار بارزة في إدارة أعلى مفاصل الدولة بحكمة وحزم أسس لدولة حضارية كانت وما تزال المنار الذي تستضيء به دول العالم.
وليس قليل بحق العراق أن يكون القدوة والنبراس لدول العالم، وهو الآن لواء الحامي والمدافع عن الإنسانية بجامعها بتصديه لاعتى صور الإرهاب المتمثلة بعصابات داعش، ولنا الفخر ان نذكر ان رأس الحربة في هذه الحرب المقدسة هي (المرأة العراقية) التي أعدت جيلاً كاملا من الحماة المدافعين عن حياض العراق ومقدساته، ولولا هذا الغرس الصالح الذي سهرت عليه الأمهات الأعوام تلو الأخرى لما كان للعراق بل للعالم وجود على الخارطة، ومن هنا فأن الإنسانية جمعاء مِدّينة للمرأة التي قدمت (أبنها وزوجها) قربانا للعراق ودفاعا عن ثراه الطاهر من أن يدنسه الاشرار والمعتدون.
ومرة أخرى أنتخت المرأة العراقية كنخوة (خولة والخنساء) وجسدت بمواقفها المشرفة دعما غير محدود للاسلام فكانت خير العون والنصير وهذا ما تجسد من قول الرسول الاكرم (ص): ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب (ع)، وكان للمرأة العراقية ما أرادت، اذا استلهم الرجال من عزيمتها وصبرها الدافع للوقوف بأجسادهم المجردة الوقفة الكبرى ليكونوا الدرع الحصين الحامي لشرف العراق في مواجهة داعش، وتحقق للعراق النصر الناجز الذي بات على مرمى حجر في العمليات العسكرية الدائرة بالجانب الايمن من الموصل.
ولنا في هذا اليوم المبارك ان نمنح المرأة في وزارة العدل على وجه الخصوص والعراق اجمع دورها كاملاً، لأننا ألان أمام مرحلة حاسمة تستوجب منا ان نكون جميعا على قدر المسؤولية ونعيد للعراق وجهه الوضاء الذي حاول الأعداء محو دوره الريادي والقيادي، وان نبدأ من هذا اليوم مرحلة جديدة يكون للمرأة العراقية فيها النصيب الوافر في بناء امجاد العراق وصناعة تاريخه الحاضر ليعود كما كان سابقا منارا للعالم اجمع، وبدرونا فقد خبرنا المرأة العراقية عندما توضع في ادوار القيادة تمنح هذه المسؤولية الاستحقاق العالي، للمساهمة في بناء مستقبل العراق ليكون دولة للمؤسسات ينعم فيها الجميع بالامن والرخاء.